2012-05-04

و في التحرير ننهيها









ما اجملها من لحظات تلك التي اشتم فيها رائحة الصباح مختلطة بصوت زقزقة 
العصافير و يلوح من نافذتك ضوء خافت يكاد ينير القلب خفة و بهجة فتشعر بالانتعاش .. ثم تصاحب هذه النسمات اذكار الصباح و رغبة في الاسراع حتى تستطيع قراءة سورة الكهف في نفس تلك الاجواء ..
نعم انها الجمعة .. جمعة حقن الدماء ... جمعة استرداد الثورة ....جمعة الوحدة الثورية .... جمعة رفض اللجنة العليا للانتخابات .. جمعة سنحيا كراما و إلا فالموت في سبيل الله اسمى امانينا ..
نعم انها الجمعة المنتظرة .. فكان لابد لها ان تاتي بعد مرور اكثر من سنة قضيناها في العراك السياسي الذي لم نستفد منه شيئا الا كرها لبعضنا البعض حتى وصلنا احيانا الي كره انفسنا .. و اعلاما قد تعودنا منه على تكذيبنا تركناه يلعب بافكارنا و تركناه يحفر لنا مقابر وحدتنا ..
و الادهى اننا بالرغم من علمنا بفشله قررنا الاستماع اليه و تصديقه في اغلب الاحيان ... و لم نكتفي بهذا بل لهثنا وراء هذا الكاتب و ذاك و عندما زادت ثقتنا في كتاباته الثورية لم نترك المجال لعقولنا ان تفكر و لو لبرهة إن كان مقاله في هذه المرة على صواب فاعتبرنا كلامه قرآنا منزلا من السماء و اخذنا نلقى التهم جزافا ويكأننا نقرأ النوايا و نعلم الاسرار و الخبايا ... و اصبح كل منا ناشط سياسي و خبير دستوري و اقتصادي و فقيه ديني و اختلط الحابل بالنابل حتى اصبح بن العشر سنوات يقرأ الشارع السياسي و يحلله من وجهة نظره التي يأخذها من مصادره الخاص سواء كانت تلك الشاشة الصغيرة او من اصدقاؤه على العالم الافتراضي او من مقال قرأه في جريدة .. و لم يصبح للعقول مجالا في خضم هذه الاحداث و اذا تحدثت بلغة العقول فقد تتهم بضيق الافق و الجهل السياسي .... و عجبي
وعجبي على مجتمع دبت فيه الفوضى و لكنه لا يحب ان يعترف او بالاحرى لا يجد بديلا عن الغرق في جهله .. فله كل الحق في ذلك فلو انك التفت الي الاحداث و فكرت و لو لحظة ستنقلب كل معاييرك و افكارك السابقة عليك لانك ستتنبه الى حقيقة ان هذا الوطن ليس مجرد كتاب سياسي يختار كل واحد منا نهايته التي تترآئى له انها الافضل بل انه وطن بكل تبعيات الكلمة من عنى .. سواء كانت تبعياته الداخلية و الخارجية او كانت تبعيات انقاذه  من وحل التخلف بكل معانيه و جوانبه .. الي متى سنظل نشجب اخواننا و نقلل من شأن بعضنا البعض؟!! الي متى سيظل الصراع قائم بيننا بحجة اننا نريد لمصرنا الافضل ..فلنستفيق و نتفق فلكل وقت منقلب و هاهي نفحات التحرير تعود من جديد فلنجدد نوايانا و نصفي اذهاننا و لنتذكر ان هذا الميدان فيه شباب من عمر الزهور اهدونا ارواحهم ليس ليدفعوا بها ثمنا لخلافاتنا على حساب الوطن و لكن لنبني بها وطن عز على العرب .. 
فلندعو إلهنا ان يوثق رابطتنا و يزيد فيه حبنا و ان يقوينا ببعضنا و يحمينا بحبنا و لنخلص الشهادة لله و نقوي العزيمة بالصلاة فربي و ربك الله